المشاركات

عرض المشاركات من سبتمبر, ٢٠١١

دينا .. عروس تشرين .

دينا .. عروس تشرين دينا يا عيون ماما أيتها السعادة المنتشرة مع خيوط الفجر .. كم كنت أعشق الصباح لأنه كان ينبثق من بين عينيك .. كنت أنتظره بفارغ الصبر حتى آتيك إلى سريرك وأداعبك من خصلات شعرك المنثورة على الوسادة بفوضى جميلة .. وأدندن بأذنك تلك الكلمات التي تحبين سماعها والتي لا يمكن أن تستيقظي دون سماعها .. وحين أجد أن الابتسامة بدأت ترتسم بخفة على شفتيك أدرك أنني في الطريق السليم وأنه لم يبق أمامي الكثير حتى تنزعي الغطاء عن وجهك وتفتحي عينيك للصباح وللنهار بأسره . أحيانا كنت أمعن في دلالك وأعيد وأزيد على مسامعك تلك الجمل والعبارات التي تحبين سماعها والتي ألفتها لأجلك خصيصاً .. ربما لم يكن لها أي مكان في اللغة العربية أو في لوائح الأبجدية لكنها كانت مفهومة جداً لك .. وكنا نتواصل بها بشكل عفوي جميل .. كم أتوق إلى تلك اللحظات وإلى مداعبة وجنتيك كل صباح .. وكم أفتقد ابتسامتك الغاضبة بعض الشيء حين تودين الحصول على ساعة أخرى من النوم الإضافي لأنك لم تنامي ليلتها من أجل إتمام مشروعك الدراسي . كم أشتاق لتلك الجولات المكوكية التي كنت أقضيها بين غرفتي وغرفتك طوال الليل حتى أتأكد أنك لحظة غف

ولي في بيروت ألف أيلول !

*** بعد مرور أكثر من عشرين عام على مغادرتي بيروت داهمني الحنين وحملتني الأشواق إلى تلك الأيام حاولت العبور فلم أستطع فأرسلت كلماتي إليها علّها تعبر *** ***************** ولي في بيروت ألف أيلول أتذكرينني بيروت ولي فيك ألف أيلول من الحزن فؤاده قد انفطر صبية تجوب شوارعك هائمة .. حالمة .. تعبث على أصابعها بعض ألاعيب القدر ولها على شاطئك ركن .. وفنجان قهوة .. وفيروزيات.. تهطل مع حبات المطر رفاق هنا .. وضحكات هناك .. وليل عنقودي ومدافع العيد وأمسيات أجلت السهر مزقّوك بيروت ومزّقوني وما مزّقوا بقلبي تلك الصور من بيروت إلى عمان مهاجرة .. مغادرة .. معلقة على لائحة السفر بيروت لا لا تنكريني فأنا لي فيك أيلول قد ولد قبل أن تطأك أقدام البشر #بيروت_عصفورة_الشجن

وماذا بعد التيه ؟

وماذا بعد التيه ؟ وماذا بعد التيه ولم يبقَ مني ومنك إلا الظلال ؟ كل هذه الشطآن تستعد لملاقاتي .. ومركبي يأبى الرسو إلا على شطآن عينيك .. فهل سأبقى عائمةً على مرافىء الانتظار ؟ عيناك تتأرجحان بين مدٍ وجزر .. ترفعهما موجة عابثة وتلقيهما أخرى فتدفنهما في الأعماق .. تنظران إليَّ نظرة حائرة ولكني للحظة فقدت الجواب .. لا الصمت في عينيك حدثني ولا الصمت على شفتيِّ ترجم الكلمات . لوهلة غرّك البريق الساحر في عينيها فتلعثمتَ وتزاحمت في رأسك الأفكار .. رويداً رويداً ألقت إليك بجدائلها الملفوفة بحبائل السحر فتعلقت بها تعلق الغريق بقشة تطفو على سطح الماء .. وانتشلتك من يم الهوى الذي أغرقك عمراً وثبتتك فانوساً وهاجاً في جبينها وعنواناً مضيئاً على ذلك الباب . وطال الصمت .. صمتك .. صمتي .. صمت الهوى .. وأُخرست كل الألسن وفُقئت عين الضاد ورُملت الأبجدية في عقر دارها وتاهت كان وأخواتها في ذلك المحراب . (غريب ) هو اسمك .. هكذا نقشوه بالحروف الأولى على جبهتك ثم فتشوا جيداً في صدرك .. عبثوا فيه .. لكنهم لم يفهموا أبداً من أين يُدَق في صدرك صدى تلك الأبواق ؟ لم يلحظوا ترقرق الرفض في عينيك ولا انتفاضة الحرو

حيفا تناديك يا شاعر

حيفا تناديك يا شاعر الليل مرة أخرى .. وهذا الأيلول المستبد يمدُّ أجنحته على الكون .. ماذا يريد أيلول هذا العام ؟ الليل يفرش أسرته للشعراء .. يرسم لهم أحلاماً جديدة .. يدق الأجراس وينشر العتمة ويرفع سقف الأحلام إلى ساعات الصباح الأولى .. ويستسلم الشعراء للأحلام .. يصغون للليل ولأوامر الليل ويقطعون تذكرة النوم المجاني لحجز أكبر مساحة من الأحلام .. وينتظرون .. وننتظر نحن أيضاً أن تشرق السماء عن حلم جميل يمتطيه فارس شاعر ينشر القصيد مع خيوط الشمس .. ويرسل قبلاته الصباحية إلى حيفا .. ويجدل ضفائرك يا عكا .. ويرفع ألف علامة استفهام على جبين السؤال ؟ أين أنتم يا رفاق ؟ أنا وحدي مع الحلم .. أنا وحدي في ساحة الأحلام .. من يشاطرني الحلم .. من يشاطرني النداء على حيفا .. من أقتسم معه هذا الحب الذي لا ينتهي .. وهذا الأمل الذي يتقد أكثر من الجمر .. والنوم يغريني بحلم يدغدغ خاصرة الجفون .. وحيفا تحمل كفها وتطرق باب الصباح .. فهل من مجيب للنداء ؟ انهض يا شاعر .. هذا ليس وقت النوم .. حيفا تبحث عنك في كل العيون التي تزورها .. ولا تريد إلا عينيك أنت يا شاعر .. فانهض .. حيفا تحدث الجميع بأنك أرسلت إليها أش

رسالة إلى عام مضى .

رسالة إلى عامٍ مضى مضيت .. بخيرك مضيت .. بسوئك مضيت .. بلياليك الثقيلة .. بنهاراتك المتعبة .. بأعيادك المعلقة .. مضيت .. بآلامك .. بجراحك .. بقسوتك .. مضيت .. مضيت وتركت بصماتك معلقة على بابي . لكن قبل أن تطويك الأيام وتدثرك في سجل الذكريات العتيقة وقبل أن تسدل ستائر النسيان على آخر صفحة من صفحاتك دعني أذيلها لك بكلمة عتاب كما ذيلت لي عاماً من عمري بالمرار . أيها العام .. لقد أخذت من الأحبة الكثير .. ابتلعتهم كما يبتلع الحوت أسماكاً صغيرة تقترب منه .. مداعبة .. ملاطفة .. تتحسس ببراءة نعومة جلده وبريق عينيه قبل أن يتقد الموت في جوفه فيحصد دون استئذان أفئدة كانت ملجأً لي أمارس فيها طقوس بوحي .. كانت صومعة لي أفرُّ إليها عند كل استراحة محارب .. كانت قبراً أئد فيه أحزاني وآلامي وأسراري . تمرُّ الأعياد تتوالى على عمري .. سوداءَ كباقي أيامي .. خالية من بريق أمل .. من شعاع نور هارب .. من خيط ضوء تائه فقد بوصلته بعد أن لفظته أنسجة الشمس حين اعترتها حالة تمرد ! وتتوالى معها أسئلة حائرة تنتحر فيها الأجوبة قبل أن تنتهي من طقوس صلاتها الأخيرة . تصفعني للمرة الألف عبارة ( تلغى جميع مظاهر