حيفا تناديك يا شاعر

حيفا تناديك يا شاعر
الليل مرة أخرى ..
وهذا الأيلول المستبد يمدُّ أجنحته على الكون ..
ماذا يريد أيلول هذا العام ؟
الليل يفرش أسرته للشعراء .. يرسم لهم أحلاماً جديدة ..
يدق الأجراس وينشر العتمة ويرفع سقف الأحلام إلى ساعات الصباح الأولى ..
ويستسلم الشعراء للأحلام ..
يصغون للليل ولأوامر الليل ويقطعون تذكرة النوم المجاني لحجز أكبر مساحة من الأحلام ..
وينتظرون ..
وننتظر نحن أيضاً أن تشرق السماء عن حلم جميل يمتطيه فارس شاعر ينشر القصيد مع خيوط الشمس ..
ويرسل قبلاته الصباحية إلى حيفا ..
ويجدل ضفائرك يا عكا ..
ويرفع ألف علامة استفهام على جبين السؤال ؟
أين أنتم يا رفاق ؟
أنا وحدي مع الحلم .. أنا وحدي في ساحة الأحلام .. من يشاطرني الحلم ..
من يشاطرني النداء على حيفا ..
من أقتسم معه هذا الحب الذي لا ينتهي .. وهذا الأمل الذي يتقد أكثر من الجمر ..
والنوم يغريني بحلم يدغدغ خاصرة الجفون ..
وحيفا تحمل كفها وتطرق باب الصباح ..
فهل من مجيب للنداء ؟
انهض يا شاعر ..
هذا ليس وقت النوم ..
حيفا تبحث عنك في كل العيون التي تزورها .. ولا تريد إلا عينيك أنت يا شاعر ..
فانهض ..
حيفا تحدث الجميع بأنك أرسلت إليها أشعارك منذ زمن بعيد وبقيت أنت في الباب ..
وهي تريد الشاعر أن يمرَّ بأسوارها ..
ويرفع عن جدائلها هذا الليل الطويل ..
ويفتح عن عينيها أغطية الصباح ..
حيفا تناديك يا شاعر ..
والكرمل متأهب للقاء ..
وعكا تنظر بعين العذراء الحبيبة إلى شاعر يحمل إليها قلبه إكليلاً من القصيد ..
ويتوج جبهتها بأجمل الأشعار ..
فانهض يا شاعر..
انهض يا شاعر فما زال في العمر عمر ..
وما زال أمامنا طويل جداً المشوار .

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

لروحك السلام أخي الحبيب جواد البشيتي

حروف متمردة

سَوْرَةُ الأبجدية الضالة